يتميز السوق المحلي للزهور في منطقة الخليج بنسبة نمو أعلى من المتوسط العالمي، خاصة مع اتساع نطاق التجارة الإلكترونية في الزهور وسهولة العثور على الذوق الشخصي الذي يفضله العميل من الورود وسرعة استلامها في اليوم نفسه. نلقي في هذا المقال الضوء على ملامح تجارة الزهور في السعودية، وإلى أي مدى يعد السوق المحلي والعالمي بازدهارها خلال الأعوام القادمة.

نظرة عامة على سوق الزهور السعودي

تنتج مزارع الزهور في السعودية 41 نوعا من الورود والأزهار، وتُزرع الزهور داخل بيوت محمية للحصول على أفضل إنتاج، وبعد القطف يتم فرزها سريعا وتعبئتها وتشحن بالطائرة عبر الشحن الجوي، بحيث لا تتجاوز عمرها منذ القطف وحتى الوصول إلى محال الزهور 42 ساعة على الأكثر.

على رأس الأنواع التي تنتجها السعودية: أزهار القرنفل والأقحوان والزنابق والسوسن، بالإضافة إلى الورد الجوري والبلدي والطائفي ونباتات الزينة، والنباتات العطرية والنعناع البري والشيح والمرمرية والزعتر.

يمثل السوق السعودي أكبر سوق للورود في المنطقة إذ يستحوذ على 50% من إجمالي الناتج المحلي لدول مجلس التعاون الخليجي، ويشكل القطاع الأكثر نموا مقارنة بباقي دول المجلس، كما يتجاوز حجم سوق تجارة الزهور في السعودية 200 مليون ريال سنويا، ما يدل على الطلب الكبير الذي تحظى به الورود كإضافة أساسية لا غنى عنها في مناسبات عديدة مثل الزفاف والأعياد.

لا تُستهلك الزهور السعودية في الداخل فقط، بل يُصدر ما يقرب من ربع الإنتاج السنوي إلى الخارج خاصة دول أوروبا مثل ألمانيا والتشيك وقبرص وهولندا، بالإضافة إلى الأسواق العربية مثل الإمارات والبحرين وعمان واليمن والكويت والأردن، عدا عن آسيا ودول أمريكا اللاتينية.

لا تقتصر تجارة الزهور في السعودية على التصدير إلى الخارج فقط، بل تستورد المملكة منتجات من 16 دولة من الدول الرائدة في تصدير الزهور على مستوى العالم، مثل الاكوادور وهولندا وإيطاليا وإثيوبيا وكينيا ونيوزيلندا وكمبوديا وكولومبيا وفرنسا والولايات المتحدة، إضافة إلى دول شرق آسيا مثل الصين وإندونيسيا وهونج كونج وسريلانكا، ودولا عربية مثل مصر ولبنان.

تشير الإحصائيات الحديثة إلى نمو صادرات البلاد من الورود وانحسار الواردات، فعلى مدار 6 أشهر ارتفعت صادرات المملكة من الزهور والورد الطبيعية والصناعية بنسبة 19.6% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، فيما انخفضت واردات المملكة من الزهور والورود الطبيعية والصناعية خلال الفترة نفسها بنسبة 22.5% مقارنة بالعام السابق.

ما مستقبل تجارة الزهور في السعودية؟

تتحرك تجارة الزهور في السعودية إلى النمو مدفوعة بثلاثة عوامل، الأول هو الإهداء إذ يعد تبادل الهدايا ظاهرة اجتماعية في المجتمع السعودي، والمحفز الثاني هو المناسبات إذ تمثل الورود إضافة ثابتة تضفي رونقا خاصا على حفلات الزفاف والتجمعات بأنواعها، أما المحفز الثالث وهو الذي يعد بإمكانات نمو هائلة فهو الاقتناء الشخصي، مثل شراء زهور لغرف المعيشة والمكتب وتجديدها أسبوعيا، ويكتسب الاقتناء الشخصي قوة دافعة كبيرة لنمو تجارة الزهور في ظل تزايد الوعي بدور تزيين المنزل بالورود في إشاعة أجواء إيجابية وإضفاء روح البهجة والتفاؤل.

أما التوقعات المستقبلية فتشير إلى تضاعف إنتاج الزهور والورود خلال الأعوام القادمة في ظل تزايد الاهتمام بحقول الزهور وزراعة أصناف وأنواع جديدة، ويساعد على هذا الازدهار، تميز الأجواء السعودية بتنوع الطقس والتضاريس ما انعكس في تنوع الإنتاج، وساعد الطقس الدافيء للبلاد في استمرار موسم الزراعة على مدار العام.

مزارع أسترا: مثال رائد في تجارة الزهور

من أبرز الأمثلة الرائدة في المملكة في تجارة الزهور مزارع أسترا في تبوك، وهي أكبر منتج للزهور في المنطقة العربية وأعرق مزارع البلاد إذ يعود تاريخها إلى 40 عاما مضت، بلغت مساحتها الإجمالية 160 ألف متر مربع، ومجموع حصيلتها الإنتاجية 55 مليون زهرة، ومن أبرز الأنواع التي تنتجها الورد والقرنفل والجلاديولس والجيبسوفيلا.

ما الاتجاهات المؤثرة في تجارة الزهور في السعودية؟

أعطي الوباء دفعة قوية للتجارة الإلكترونية في قطاعات عديدة، كان من بينها قطاع الزهور إذ مر بطفرة رقمية بعد أن كانت المتاجر التقليدية هي المهيمنة على حركة البيع والشراء إلى حد كبير في هذه التجارة التقليدية. لا تزال هذه المتاجر سائدة في السوق حاليا إلا أن التجارة الإلكترونية بدأت تتوغل شيئا فشيئا في هذا العالم.

إذ أصبح من الشائع بيع الزهور عبر الإنترنت، في تنسيقات جذابة، وأنواع لا حصر لها، لا يبحث العميل عن علامة تجارية معينة بل يهتم بجودة الزهرة وسهولة توصيلها والحصول عليها في نفس اليوم، وقد ساعد التنوع الكبير في الإنتاج المحلي المتاح وسهولة استيراد الورد من الخارج في تعدد الخيارات وبالتالي زيادة اطلاع العملاء على الأنواع المختلفة من الزهور وتمكنهم من الاختيار بشكل أفضل وأكثر وعيا، وهو ما ساهم في زيادة الإقبال على الشراء، خاصة وأن الفرصة أصبحت متاحة أمام التجار للوصول إلى مجموعة أوسع من المنتجات من جميع أنحاء العالم واستيرادها عبر الشحن الجوي السريع.

غالبا ما تباع الزهور بناء على لونها، لكن يهتم العميل أيضا بمعرفة مواصفات مثل طول عنق الزهرة وحجم رأسها قبل اتخاذ قرار الشراء، وقد ازداد وعي محبي الزهور مؤخرا بالشراء على أساس مواصفات معينة في مخيلتهم وشكل معين ونوع محدد يرغبون فيه. أما بالنسبة للأسعار، فتختلف أسعار بيع الزهور من زهرة إلى أخرى، ويعتمد على عوامل مختلفة مثل نوعية الإنتاج وموسم الحصاد صيفا أو شتاء، وزيادة الطلب، وحجم المنافسة مع التجار الآخرين.

أخيرا، تتطلب تجارة الزهور معرفة جيدة وخبرة في عمليات الشحن والتسليم سواء في الاستيراد أو التصدير بالإضافة إلى التخليص الجمركي نظرا لأن الزهور  من المنتجات سريعة التلف، يمكنك الاستعانة بخدمات شركة دعم الحدود للتخليص الجمركي، لكي تضمن لبضاعتك من الزهور عمليات شحن واستلام سلسة دون تأخير.

Comments are disabled.