تشهد الأسماك والمأكولات البحرية بأنواعها طلبا عاليا في السوق، إذ اعتاد المستهلك على توفر مجموعة واسعة منها بغض النظر عن موطنها أو موسمها خاصة لكونها مصدرا للبروتين الصحي ذي الفوائد العديدة والقيمة الغذائية العالية، تفرض هذه التوقعات العالية على التاجر إحضار المنتجات البحرية بشكل آمن وسريع يضمن نضارتها وجودتها، لذلك في هذا المقال نقدم لمحات حول المحطات التي تمر بها الأسماك أثناء نقلها إلى المملكة العربية السعودية عبر طريقة الشحن الجوي، بدءا من الصيد وحتى الوصول، بما في ذلك طرق النقل وسلامة سلسلة التبريد، وعملية الفحص قبل التصدير وبعد العبور من المطار ..إلخ.

المحطة الأولى: الصيد والإعداد

تبدأ الأسماك والمأكولات البحرية رحلتها إلى الاستيراد بطريقة متشابهة، إذ تصطاد سفن وقوارب الصيد النوع المستهدف من الأسماك وفقا للتراخيص الرسمية والقيود الموسمية على الصيد، ثم تُخزن الأسماك وتبرد على متن السفينة وقد يتم تنظيفها أيضا قبل وصولها إلى البر، وفور الوصول إلى الشاطئ، تُحمل المأكولات البحرية على حاويات مجهزة بمعدات تبريد، أو ترسل إلى أماكن التخزين والمعالجة والتعبئة منقولة على إحدى الشاحنات.

ينبغي أن تجمد الأسماك طوال هذه الرحلة في درجة حرارة صفر، وهو ما يجعل من الضروري ضمان عملية نقل آمنة ومنظمة تكفل تخزين الأسماك في درجة الحرارة المثلى لحمايتها من التلف.

المحطة الثانية: الفحص قبل الرحلة

يعتمد العديد من التجار على طريقة الشحن الجوي لاستيراد الأسماك لأنها الطريقة المثالية التي يمكن عبرها استيراد أسماك طازجة أو غير مجمدة، ويبلغ متوسط زمن رحلة شحن الأسماك الطازجة جوا حوالي يومين ونصف، مع احتمال التوقف في محطة أو اثنتين على طول الطريق، وهو وقت أقل بكثير من الذي تستغرقه رحلة الشحن البحري التي قد تستمر ما بين 10 إلى 30 يوما وربما أكثر. تحفظ الأسماك خلال طريقة الشحن الجوي في درجات حرارة تتراوح بين صفر إلى خمس درجات مئوية، كما يتم إجراء فحص منتظم لدرجات الحرارة لضمان بيئة مثالية قبل التسليم.

قبل أن تصعد المنتجات البحرية على متن الطائرة تمهيدا لتوريدها إلى المملكة السعودية، تخضع إلى إجراء عملية تفتيش صحية للتأكد من امتثال الأسماك لجميع لوائح المملكة، إذ تؤخذ عينات من عدد معين من الصناديق في كل شحنة لاختبارها، لكي تتأكد جهات الفحص في مطار الإقلاع أو منشأة المعالجة والشحن من أن درجة حرارة الشحنة صحيحة، كما تقيس نسب الدهون في المنتجات لتضمن كونها متوافقة مع المعايير الصحية.

مع انتهاء هذه العملية، يُثبت الفحص أن المنتجات البحرية صالحة للتصدير وأنها في عمر مناسب للصيد، ثم يتم إصدار وثائق التصدير والشهادات المطلوبة.

المحطة الثالثة: التخليص الجمركي

فور انتهاء عملية الفحص قبل الشحن، ترسل جهات الفحص إشعارا إلى سلطات الجمارك في مطار الوجهة قبل وصول الشحنة، والهدف من ذلك إعطاء أولوية للشحنة باعتبارها من المنتجات القابلة للتلف، وفي ضوء ذلك تعطي سلطات الجمارك توجيهات بتقليل وقت عبور الشحنة وضمان سلامة التعامل معها، إذ قد لا تتجاوز عملية قبول أو رفض سلطات العبور لشحنة الأسماك عدة دقائق فقط.

يلي ذلك إجراء عملية التخليص الجمركي في المطار، التي تتضمن فحص عينات من المنتجات البحرية بحثا عن الآتي:

  • دقة بيانات الشحنة.
  • آثار المرض.
  • بقايا المعادن الثقيلة.
  • درجة نضارة الأسماك.
  • مستويات المضادات الحيوية.

بالإضافة إلى ذلك تفحص الدائرة الجمركية في المطار الوثائق اللازمة المطلوبة مثل:

  • شهادة المنشأ.
  • الفاتورة التجارية.
  • الشهادة الصحية.
  • بوليصة الشحن الجوي.

تنتهي عملية التخليص الجمركي في غضون ساعات قليلة بعد الموافقة على الإفراج عنها ودفع التعريفة الجمركية التي تتراوح بين 0 : 12 %، وتعد السرعة والدقة في هذه المرحلة عوامل حاسمة، لكي تحافظ على طراوة الأسماك قبل أن تستقر في محطتها الأخيرة. 

يلجأ المستوردون إلى شركات التخليص الجمركي لكي يضمنوا تخليص شحناتهم من الأسماك بسرعة وسلاسة، مثل شركة “دعم الحدود” للتخليص الجمركي المتخصصة في تخليص المنتجات القابلة للتلف من مطار الملك عبد العزيز على سبيل المثال الأسماك واللحوم بأنواعها، إذ تعتمد على فريق من الخبراء المتخصصين في إنجاز إجراءات التخليص الجمركي الجوي بكفاءة، ما يضمن لعملائها الإفراج عن الشحنات في أسرع وقت وبأقل تكلفة ممكنة.

المحطة الرابعة: التوزيع

في هذه المحطة الأخيرة من الرحلة، يتم تسليم الأسماك والمأكولات البحرية إلى الموزعين وتجار الجملة الذين يقومون بدورهم بتوصيلها إلى المتاجر والمطاعم، ووفقا للتخطيط الدقيق الذي مرت به شحنة الأسماك في رحلتها الجوية، من المتوقع أن تحافظ على طزاجتها لفترة تتراوح بين يومين وسبعة أيام، مع مراعاة إجراء فحص منتظم لدرجات الحرارة لضمان نقل آمن حتى المستهلك النهائي.

ختاما، تواجه عملية الشحن الجوي للأسماك تحديات مختلفة أبرزها الحفاظ على درجة الحرارة المناسبة لطبيعة هذه المنتجات البحرية الحساسة للوقت والفريدة، بالإضافة إلى أهمية التنسيق بين مختلف الجهات المعنية في مطار التصدير ومطار الاستيراد للتأهب لتمريرها في وقت وجيز.

كما تحتاج إلى الالتزام بالمعايير الصحية لضمان أمان الأسماك على السوق المحلي السعودي، بالإضافة إلى تجهيز الوثائق المطلوبة كاملة من أجل الحصول على الموافقة الجمركية في أقل وقت ممكن. يمكنك التواصل مع شركة  دعم الحدود للإفراج عن شحنتك من الأسماك في أسرع وقت، ما يضمن وصولها إلى المستهلك السعودي بأعلى جودة والحفاظ على قاعدة عملائك.

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *