الزهور هي أكثر المنتجات التي تحتاج إلى ظروف مثالية في التعبئة والشحن حتى تصل إلى المشتري في حالتها الأصلية، لذلك يتم نقلها عبر البلدان باستخدام طريقة الشحن الجوي للحفاظ على جاذبيتها وجمالها. في هذا المقال نتعرف على الكيفية التي تُنقل بها الزهور من الخارج إلى المملكة، بدءا من الحصاد وحتى التسليم في مطار الوصول.

المرحلة الأولى: نقل الزهور من الحقل إلى المطار

تبدأ الرحلة من الحقل في وقت حصاد الأزهار التي بلغت ذروة النضارة، إذ يستخدم العمال في الحصاد أدوات متخصصة لقطع الأزهار بحيث تحافظ على السيقان والأوراق سليمة دون ضرر، وبعد الانتهاء من الحصاد مباشرة تبدأ عملية فرز دقيقة لتصنيفها بناء على النوع والحجم والجودة، إذ يمثل هذا التصنيف ركنا أساسيا في عملية النقل الناجحة، لأنه يضمن تعرض مجموعة الزهور المتشابهة في الخصائص لنفس الظروف المناسبة للتعبئة والتخزين.

يلي الفرز، عملية التبريد، إذ ينبغي إحاطة محصول الزهور بدرجة تبريد مناسبة لإطالة عمرها الافتراضي وإبطاء عملية الذبول وللحفاظ على نضارتها لأطول وقت ممكن، في الوقت نفسه ودون تأخير، تعبأ الزهور بالاستعانة بعمالة ماهرة وفقا لإجراءات حذرة لضمان حمايتها من التلف وتقلبات درجة الحرارة أثناء النقل.

تعد تقنية التبريد الفراغي vacuum cooling من أحدث التقنيات التي تستخدم في تعبئة الزهور وتعتمد على تقليل الضغط حول الزهور لخفض درجة حرارتها وتبريدها سريعا، ما يمنع ذبولها ويطيل عمرها بعد الحصاد، وتقوم طريقة التبريد الفراغي على حقيقة فيزيائية بسيطة وهي أن الماء يغلي عند درجات حرارة منخفضة وضغط منخفض، إذ تصنع هذه الحالة الفيزيائية فراغا، يتبخر خلاله الماء المخزن في الزهور فتبرد الزهور بشكل تلقائي وفعال.

تناسب هذه التقنية نقل الزهور عبر الدول باستخدام طريقة الشحن الجوي، لأنها تطيل العمر الافتراضي للزهور، إذ تؤدي إلى تثبيط عملية نمو الميكروبات، كما أنها على خلاف طرق التبريد الأخرى تقلل من فقدان الزهور للماء الذي يجعلها تذبل أسرع، وبالتالي تضمن بقاءها رطبة ومنتفخة طوال عملية النقل.

تلعب السرعة منذ هذه اللحظة دورا حاسما في باقي مراحل طريقة الشحن الجوي، إذ يحرص المورد على نقل الزهور بعد التعبئة إلى المطار سريعا في شاحنات قد تكون مبردة.

المرحلة الثانية: الفحص والتحميل على الطائرة

تنقل الزهور إلى أماكن مخصصة للتخزين فور وصولها إلى المطار، تتميز هذه الأماكن بأنظمة تبريد يسهل التحكم في درجة حرارتها، إذ تُضبط على مستويات الحرارة والرطوبة المثالية لحفظ الزهور، ويلعب التبريد دورا مهما في هذه المرحلة لأنه يمنع التفتح المبكر أو الذبول قبل وصول الشحنة إلى المستورد.

نظرا لأن الزهور بصدد العبور نحو أسواق المملكة العربية السعودية، تمر أولا على الجمارك في مطار الإقلاع، حيث تتولى سلطة الجمارك هناك فحص الشحنة للتأكد من امتثالها بدقة لقواعد الاستيراد والتصدير في المملكة، ومن أبرز الوثائق التي ينبغي أن تُعد تمهيدا لهذه الخطوة، شهادة الصحة النباتية، إذ تثبت خلو الزهور من الآفات والأمراض، وذلك لحماية السوق المحلي من انتقال هذه الآفات و الأمراض، وكلما كانت الوثائق التي تطلبها جمارك مطار الإقلاع جاهزة ومكتملة، عبرت الشحنة بسلاسة وسرعة إلى الطائرة.

يلي ذلك تحميل الزهور على متن الطائرة وتحضيرها للنقل عبر طريقة الشحن الجوي، وذلك وفقا لإجراءات تضمن تحميلا آمنا لمنتجات حساسة مثل الزهور، إذ تكفل هذه الإجراءات منع تحرك العبوات أثناء الطيران، مع تأمينها بأحزمة أو شبكات وأشرطة توفر ثباتا دون أن تضغط أو تتلف الزهور الرقيقة.

المرحلة الثالثة: النقل إلى المستورد

تحمل شركة الطيران على عاتقها مهمة الحفاظ على شحنة الزهور أثناء الطيران، إذ لا تقل هذه المرحلة أهمية عن سابقتيها، فتحرص على ضبط درجة الحرارة والضغط في مستويات مناسبة بحيث توفر بيئة مواتية للحفاظ على الزهور، كما أنها تمنح أولوية الوصول لهذه المنتجات ذات الطبيعة الحساسة للوقت والقابلة للتلف بحيث يتم إرسالها في أفضل حالة. 

إذا توقفت الرحلة في مطار وسيط، فينبغي على طاقم الطائرة التواصل مع فريق الاستلام على الأرض في الوقت الذي تُفرغ فيه الشحنة من الطائرة وتُحمل من جديدة على الطائرة المغادرة، وذلك من أجل تقديم التعليمات والمحاذير الخاصة لفريق التفريغ والشحن، حتى لا يحدث أي تعطيل أو مشاكل في النقل.

المرحلة الرابعة: التخليص الجمركي في المملكة

 فور وصول شحنة الزهور إلى البلاد، تبدأ سلسلة مشابهة للإجراءات السابقة لكن بشكل معاكس، حيث يتولى طاقم التفريغ في المطار نقل الزهور من الطائرة إلى أماكن مخصصة للتخزين ومعدة للتبريد، وبعد التأكد من كمية الزهور المستلمة، تبدأ الدائرة الجمركية في المطار عملها، إذ تفحص الشحنة لضمان امتثالها للوائح المملكة، وتحسب التعريفة الجمركية (تبلغ نسبتها 5% بالنسبة للورد والقرنفل والأوركيد والأقحوان وغيرها من الزهور)، ويلي ذلك مراجعة الوثائق والمستندات المطلوبة، تمهيدا لإنجاز إجراءات التخليص ثم الإفراج عن الشحنة، ليستلمها المستورد وينقلها بحرية إلى الموزعين والمتاجر. 

لضمان عملية تخليص جمركي سلسة لشحنتك من الزهور، استعن ب”دعم الحدود” شريكك الموثوق لإتمام إجراءات الإفراج الجمركي عن الزهور بسهولة وفي أقل وقت، إذ تضمن لك اكتمال الوثائق المطلوبة وسداد التعريفة الجمركية بدقة وإتمام الإجراءات دون تعطيل كما تحل أي مشكلات قد تظهر، تؤدي الاستعانة بمخلص جمركي محترف إلى الحفاظ على زهورك نضرة ونابضة بالحياة حتى وصولها إلى المشتري.

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *