لا يعي كثير من المشترين التحديات التي تواجه رحلة استيراد الخضروات من الخارج إلى رفوف المتجر بأمان دون أن تتأثر جودة مذاقها، فمنذ اللحظة الأولى التي تبدأ فيها الخضروات في النضج، يبدأ سباق محموم لإيصالها إلى رفوف المتاجر في أسرع وقت ممكن، قبل أن تفقد الثمار التي تجاوزت أوج نضجها نكهتها وقيمتها الغذائية. نتناول في هذا المقال أهم الاعتبارات التي ينبغي الاهتمام بها لكي تتم عملية استيراد الخضروات من الخارج إلى المملكة بكفاءة، وتصل المنتجات في حالة جيدة تواكب توقعات المشترين العالية.
- قطف الثمار في أفضل حالة وأنسب وقت
تبدأ رحلة الاستيراد مبكرا، من اللحظة التي يبدأ فيها العمال قطف الثمار الناضجة، إذ يجب أن يكونوا على دراية كافية بالعلامات التي تشير إلى أن الثمرة جاهزة للحصاد، مثل لونها ودرجة صلابتها، كما ينبغي أن يختاروا الثمرة الأفضل للاستيراد التي من المتوقع أن تبقى في حالة جيدة بعد انتهاء رحلة النقل إلى الخارج.
تلعب عملية الحصاد دورا مهما في سلامة الخطوة التالية “الشحن” ذلك لأن الخضروات من المنتجات التي يمكن أن تتلف بسهولة شديدة أثناء النقل، وهو ما يجعل من الضروري اتباع أفضل الممارسات أثناء الحصاد، مثل قطف الثمار في الصباح الباكر إذ يكون بخار الماء متكثفا على النباتات، وأن يتم القطف بحزم وخفة حتى لا يتضرر أي جزء من الثمرة، كما يجب أن توضع الثمار في الظل حتى لا تجف إلى حين نقلها إلى مراكز التعبئة والمعالجة، فتعرضها للشمس لمدة ساعة يمكن أن يفقد الخضروات يوما كاملا من صلاحيتها.
- التعبئة في عبوات نظيفة عالية الجودة
يلعب التغليف دورا هاما في حماية الخضروات المخصصة للاستيراد وللحفاظ على جودتها أثناء السفر، لذلك ينبغي أن تعبأ الثمار بشكل آمن بحيث تكون في مأمن من الصدمات القوية، كما ينبغي استخدام عبوات عالية الجودة مصنوعة من مواد صحية آمنة ونظيفة لمنع أي تضرر للمنتجات، بالإضافة إلى ما سبق يجب أن تملأ العبوة بصنف واحد فقط من الخضار، بحيث يكون من نفس المنشأ والنوع والجودة والحجم، ذلك لكي تمثل منتجات العبوة ككل وحدة واحدة من حيث ظروف ومتطلبات التخزين، كما يجب أن يكون الجزء المرئي من العبوة ممثلا لمحتواها بالكامل.
أما الصناديق التي تحفظ بها العبوات، فينبغي أن يُراعي فيها عوامل النظافة والتهوية والمقاومة من أجل تعامل سليم مع الخضروات وشحنها وحفظها، فالصندوق ينبغي أن يكون مثقوبا بحيث يسمح بتدوير الهواء، لأن الهواء النقي يساعد في إزالة الحرارة والغازات التي تنتجها الثمار مثل ثاني أكسيد الكربون والإيثيلين، كما يجب أن يخلو الصندوق من المواد والروائح الغريبة التي قد تنتقل إلى الخضار فيصبح سيئ الرائحة.
أما بالنسبة لبعض المنتجات التي تتأثر صلابتها بالتكدس مثل الطماطم، فينبغي أن تعبأ في طبقات فردية لمنع إصابتها بكدمات، فيما ينبغي تعبئة المنتجات التي تحتاج إلى تنظيف بعد غسلها وتعقيمها أولا، وفي حال ألصقت أوراق للمواصفات التجارية أو الإعلانات التسويقية على الثمار، فينبغي أن يُستخدم حبر وغراء غير سامين.
- كتابة بيانات تفصيلية ودقيقة
تحتاج العبوات والصناديق التي تشحن فيها المنتجات أثناء استيراد الخضروات إلى كتابة بيانات مفصلة عن محتوى التعبئة، تلعب هذه البيانات دورا مهما أثناء عمليات الفحص في مطاري الإقلاع والهبوط بحيث يسهل التعرف على المنتجات، وبالتالي تخصيص الإجراءات المناسبة لها، تتضمن هذه التفاصيل ما يلي:
- اسم وعنوان القائم بالتعبئة أو المرسل.
- اسم ونوع الخضار.
- الفئة والحجم.
- بلد المنشأ.
- إجراءات المعالجة ما بعد الحصاد.
- الشهادة العضوية للمنتجات الأورجانيك، بحيث تتضمن اسم جهة التفتيش ورقم الشهادة.
- الحفاظ على درجة حرارة مناسبة أثناء النقل
يشعر العاملين في صناعة توريد الخضروات بإلحاح مستمر يدفعهم إلى التعجيل بشحن المنتجات، فكل يوم يمر على المنتج بعد حصاده يعني انخفاض مستوى النضارة، وهو ما يؤدي إلى وقوع خسائر نسبية في سلاسل التوريد أثناء النقل، ونتيجة لهذا الشعور الملح، ينبغي شحن المنتجات مبردة للحفاظ على جودتها، ففي كل مرة ترتفع فيها درجة حرارة المنتج أو تتقلب تقل مدة صلاحيته وينخفض عمره الافتراضي بالتبعية.
بالإضافة إلى ما سبق تفرض شركات الطيران على المورد أن يسلم المنتجات قبل أربع ساعات من موعد الرحلة، ما يجعل الخضروات عرضة لدرجات الحرارة المرتفعة طوال هذه الفترة، خاصة وأنها تمكث في مدرج الإقلاع الذي ترتفع درجة الحرارة فيه حوالي 10 درجات مئوية عن درجة الحرارة الطبيعية.
تفرض هذه الظروف ضمان تبريد الخضروات مسبقا وتغليفها وعزلها جيدا، ثم تسليمها إلى المطار في شاحنات مبردة للحفاظ على سلسلة التبريد والحد من ارتفاع درجات الحرارة، مع مراعاة اختلاف درجة الحرارة المطلوبة لكل نوع من الخضروات، فمثلا يحتاج الموز إلى الحفظ في درجة حرارة تتراوح بين 13 و 14 مئوية، والليمون إلى درجة حرارة تتراوح بين 11 و12 مئوية، أما المانجو فدرجة الحرارة المناسبة له بين 10 و 12 درجة مئوية، بينما يحتاج كل من العنب والبروكلي والثوم والتوت الأزرق إلى الحفظ في درجة حرار صفر.
البعد الآخر المؤثر بشكل غير مباشر في درجة حرارة المنتجات هو عملية التخليص الجمركي، إذ ينبغي ألا تتعطل عملية استيراد الخضروات أثناء عملية الفحص الجمركي بسبب نقص في الأوراق أو خطأ في الإجراءات أو تأخر سداد التعريفة الجمركية إن وجدت (تترواح في الخضروات بين 0 و 15% وفقا لهيئة الضريبة والجمارك)، أو ضعف في التنسيق والتواصل بين أطراف عملية التخليص (المورد والمستورد وشركة الطيران والدائرة الجمركية)، يمكنك أن تعتمد على شركة دعم الحدود التي تقدم خدمات التخليص الجمركي كي تساعدك بفريقها من الخبراء المتخصصين في إنجاز عملية التخليص الجمركي أثناء استيراد الخضروات بسلاسة وسرعة.
No comment